مفسدات القلوب الحلقة الخامسة: (المفسد الرابع من مفسدات القلب الطعام)

الأربعاء _5 _أبريل _2017AH admin

 ذكر ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين أن المفسد للقلب  من الطعام  نوعان:

أحدهما: ما يفسده لعينه وذاته: كالمحرمات، وهي نوعان:

–      محرمات لحق الله، كالميتة والدم، ولحم الخنزير، وذي الناب من السباع والمخلب من الطير.

–       ومحرمات لحق العباد، كالمسروق والمغصوب والمنهوب، وما أخذ بغير رضا صاحبه، إما قهرا وإما حياء وتذمما.

والثاني ما يفسده بقدره وتعدي حده: كالإسراف في الحلال، والشبع المفرط، فإنه يثقله عن الطاعات، ويشغله بمزاولة مؤنة البطنة ومحاولتها، حتى يظفر بها، فإذا ظفر بها شغله بمزاولة تصرفها ووقاية ضررها، والتأذي بثقلها، وقوى عليه مواد الشهوة، وطرق مجاري الشيطان ووسعها، فإنه يجري من ابن آدم مجرى الدم، فالصوم يضيق مجاريه ويسد عليه طرقه، والشبع يطرقها ويوسعها، ومن أكل كثيرا شرب كثيرا، فنام كثيرا، فخسر كثيرا.

وعن الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

"مَا مَلأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ، حَسْبُ الآدَمِيِّ لُقَيْمَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فَإِنْ غَلَبَتِ الآدَمِيَّ نَفْسُهُ، فَثُلُثٌ لِلطَّعَامِ، وَثُلُثٌ لِلشَّرَابِ، وَثُلُثٌ لِلنَّفَسِ"([1]).

ويحكى أن إبليس لعنه الله عرض ليحيى بن زكريا عليهما الصلاة والسلام، فقال له يحيى: هل نلت مني شيئا قط؟ قال: لا، إلا أنه قدم إليك الطعام ليلة فشهيته إليك حتى شبعت منه، فنمت عن وردك، فقال يحيى: لله علي أن لا أشبع من طعام أبدا، فقال إبليس: وأنا، لله علي أن لا أنصح آدميا أبدا.



([1])أخرجه ابن ماجة (3349) وصححه الألباني في الإرواء (1983)

 

شاركنا بتعليق


ثمانية عشر − 5 =




بدون تعليقات حتى الآن.