مقدمة حول الشكر
الخميس _20 _أغسطس _2020AH adminلا ريب أن نعم الله تعالى على عباده كثيرة لا تحصى؛ إذ إن إحصاءها خارج عن مقدور البشر؛ مصداقًا لقول الله عز وجل في محكم تنزيله: {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ} [النحل: 18]، وكثرة النعم من المنعم، والإنسان لا يمكنه أن يُؤدي حقها إلا بالشُّكر عليها ومن هذه النعم أنه تبارك وتعالى أحسن إلينا بإتمام فريضة الصيام، ثم إقامة شعيرة صلاة العيد في يومٍ أعظمَ اللهُ قدرَه، والذي نسأله جل في علاه القبول والتوفيق للتمسك بالدين وشرائع الإسلام. الشُّكر اعتراف بالمنعم والنعمة، بل هو سبب من أسباب حفظ النعمة وزيادتها، قال الله تعالى في محكم تنزيله: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: 7]، فهذا وهيب بن الورد يُسأل عن ثواب شيء من الأعمال، كالطواف ونحوه، فيقول: لا تسألوا عن ثوابه، ولكن سَلُوا ما الذي على مَن وُفِّقَ لهذا العمل من الشُّكر، للتوفيق والإعانة عليه. وقد قيل: إذا أنت لم تَزْدَدْ على كُلِّ نِعمةٍ *** لموليكَها شُكْرًا فلسْتَ بشاكِر فكل نعمة على العبد من الله في دين أو دنيا تحتاج إلى شكرٍ عليها، ثم التوفيق للشُّكر عليها نعمة أخرى تحتاج إلى شكر ثان، ثم التوفيق للشُّكر الثاني نعمة أخرى تحتاج إلى شكر آخر، وهكذا أبدًا فلا يقدر العباد على القيام بشكر النعم.
شاركنا بتعليق
بدون تعليقات حتى الآن.