مقدمة

الأثنين _10 _فبراير _2020AH admin
مقدمة

     الحمد لله وفق من شاء لعبادته ، و أمتنَّ عليهم فاستعملهم في طاعته ، و أذاقهم حلاوة و لذة مناجاته و الانطراح بين يديه – جل و علا – والصلاة و السلام على المبعوث للناس رحمة و أخشى و اتقى من عرف ربه فعبده حق عبادته  أما بعد :

إنما خلق الله الخلق ليعبدوه قال الله تعالى (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ) وأنزل الله تعالى كتابه ليتدبره (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ ) ففيه الهدى و النور ، و الحق المبين .

و إن أجل و أعظم ما في القرآن من العلوم هي أسماء الله تعالى و صفاته  ، فإنها أنفع العلوم وأشرفها وأعلاها ، وذلك لأنها تُعرِّف الناس بربهم سبحانه، الذي هو أشرف معلوم، وأعظم مقصود وتعرِّفهم بخالقهم وخالق السماوات والأرض، ومن فيهن وهذا يستلزم عبادته سبحانه ومحبته وخشيته، وتعظيمه وإجلاله.

والله تعالى تعرف إلى عباده بأسمائه و صفاته و أفعاله و آياته و مخلوقاته – جل وعلا – فمن فاتحة الكتاب العزيز إلى خاتمته و هي تعرف العباد بإلههم و معبودهم الحق سبحانه وتعالى.

فليست حاجة الأرواح قط إلى شيء أعظم منها إلى معرفة بارئها وفاطرها، ومحبته وذكره، والابتهاج به، وطلب الوسيلة إليه، والزلفى عنده، ولا سبيل إلى هذا إلا بمعرفة أوصافه وأسمائه، فكلما كان العبد بها أعلم كان بالله أعرف، وله أطلب، وإليه أقرب، وكلما كان لها أنكر كان بالله أجهل، وإليه أكره، ومنه أبعد. والله يُنْزِلُ العبد من نفسه حيث يُنْزِلُه العبدُ من نفسه”.

فأول فرض فرضه الله على خلقه: معرفته ، فإذا عرفه الناس عبدوه ، قال الله تعالى :       { فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ } فينبغي للمسلمين أن يعرفوا أسماء الله وتفسيرها، فيعظموا الله حق عظمته ولو أراد رجل أن يعامل رجلاً طلب أن يعرف اسمه وكنيته، واسم أبيه وجده، وسأل عن صغير أمره وكبيره ، فالله الذي خلقنا ورزقنا، ونحن نرجو رحمته ونخاف من سخطه أولى أن نعرف أسماءه ونعرف تفسيرها”.

فينبغي للمؤمن أن يبذل مقدوره ومستطاعه، في معرفة الأسماء والصفات، وأن تكون معرفته متلقاه من الكتاب والسنة، وما روي عن الصحابة والتابعين لهم بإحسان، فهذه هي المعرفة النافعة التي لا يزال صاحبها في زيادة إيمانه وقوة يقينه، وطمأنينة أحواله.

وفي هذه الدروس القصيرة سوف نتناول أسماء الله الحسنى و أثرها في حياة المسلم ، وسوف نقدم بمقدمة مهمة بين يدي هذه الدراسة نتعرف من خلالها على أهمية هذا الموضوع ، وكذلك ضوابط و قواعد في باب أسماء الله الحسنى ، والله وحده المسئول أن يوفقنا و يلهمنا الصواب و يسددنا في الأقوال و الأعمال .

اللهم ارزقنا الفقه في دينك و علمنا تأويل كتابك و أملئ قلوبنا تعظيمك و حبك وخوفك وخشيتك ورجائك و حسن الظن بك و الشوق إلى لقائك .

 

الشيخ عبد العزيز الحماد

شاركنا بتعليق


1 × اثنان =




بدون تعليقات حتى الآن.