من مكايد الشيطان لابن آدم ج9
الأثنين _26 _مايو _2025AH admin
«ومن مكايده: أنه يأمرك بإعزاز نفسك وصَوْنها حيث يكون رضا الرب تعالى في إذلالها وابتذالها، كجهاد الكفار والمنافقين،
وأمر الفجار والظلمة بالمعروف ونهيهم عن المنكر، فيخيِّل إليك أن ذلك تعريض لنفسك إلى مواطن الذل، وتسليط الأعداء،
وطعنهم فيك، فيزول جاهك؛ فلا يُقبل منك بعد ذلك ولا يُسمَع منك.
ويأمرك بإذلالها وامتهانها حيث يكون الخير في إعزازها وصيانتها، كما يأمرك بالتبذل لذوي الرياسات، وإهانة نفسك لهم،
ويخيِّل إليك أنك تُعِزُّها بهم، وترفع قدرها بالذل لهم،
ويُذكِّرك قولَ الشاعر: أُهِينُ لَهُمْ نَفْسِي لأرْفَعهَا بِهِمْ … وَلَنْ تُكْرَمَ النَّفْسُ الَّتِي لا تُهِينُهَا
وغَلِط هذا القائلُ؛ فإن ذلك لا يصلح إلا لله وحده؛ فإنه كلما أهان العبد نفسه له أكرمه وأعزَّه، بخلاف المخلوق، فإنك كلما
أهنت نفسك له ذَلَلْتَ عند الله وعند أوليائه، وهُنْتَ عليه.»
«إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان» (1/ 209 ط عطاءات العلم)
شاركنا بتعليق
بدون تعليقات حتى الآن.