مواقف من صبر شيخ الإسلام
الخميس _19 _أبريل _2018AH adminمواقف من صبر شيخ الإسلام:
وكان فِي حبسه فِي القلعة يَقُول: لو بذلت ملء هذه القلعة ذهبا مَا عدل عندي شكر هذه النعمة أَوْ قَالَ: مَا جزيتهم على ما نسبوا فِيهِ من الخير – ونحو هَذَا.
وكان يقول في سجوده، وَهُوَ محبوس: اللَّهُمَّ أعني عَلَى ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، مَا شاء اللَّه.
وَقَالَ مرة: المحبوس من حبس قلبه عَن ربه، والمأسور من أسره هواه.
ولما دَخَلَ إِلَى القلعة، وصار داخل سورها نظر إِلَيْهِ وَقَالَ: ” فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ، بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ، وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ ” ” الحديد: 13 “.
قَالَ شيخنا: وعلم اللَّه مَا رأيت أحدا أطيب عيشا منه قط، مَعَ ما كَانَ فِيهِ من الحبس والتهديد والإرجاف، وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ أطيب النَّاس عيشا، وأشرحهم صدرا، و أقواهم قلبا، وأسرهم نفسا، تلوح نضرة النعيم عَلَى وجهه وكنا إِذَا اشتد بنا الخوف وساءت بنا الظنون، وضاقت بنا الأَرْض: أتيناه، فَمَا هُوَ إلا أَن نراه، ونسمع كلامه، فيذهب عنا ذَلِكَ كله، وينقلب انشراحا وقوة ويقينا وطمأنينة. فسبحان من أشهد عباده جنته قبل لِقائه، وفتح لَهُمْ أبوابها فِي دار العمل، فأتاهم من رَوحها ونسيمها وطيبها مَا استفرغ قواهم لطلبها، والمسابقة إليها([1]).
شاركنا بتعليق
بدون تعليقات حتى الآن.