موقف أبي بكر حين توفي النبي صلى الله عليه وسلم

الأحد _2 _أكتوبر _2016AH admin

ما إن خرجت روح النبي صلى الله عليه وسلم من جسده الطاهر حتى انتشر خبره في أصقاع المدينة، وبات من ينفي ذلك ومن يثبته كأي خبر كبير مثل هذا.

 لكن هذا الخبر لم يتأكد بعد، وكان هناك من ينفيه، حتى إن عمر ـ وهو الرجل الثاني ـ لم يستوعب هول الصدمة، فقال: والله ما مات رسول الله .. وكان يقول: (والله ما كان يقع في نفسي إلا ذاك !!) ..

ونظرا لأن فقد مثل هذا النبي، قد يكون سببا لاهتزاز قلوب وشخصيات لم يتمكن اليقين منها كما حصل فيما بعد حين ارتد من ارتد من العرب، جاء الصديق رضي الله عنه ودخل عليه وهو مسجى فكشف عنه وقبله، وحين استوثق من وفاته خرج إلى الناس، وكان عمر قائما يخطب فأسكته فلم يسكت من فرط ما به، فقاطعه أبو بكر فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثم أعلمهم بخبر وفاة الحبيب صلى الله عليه وسلم ، فنشج الناس يبكون .. وظهر موقفه العظيم حين تلا عليهم قوله تعالى: (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل إنقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين) فمن كان يعبد محمدا، فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله، فإن الله حي لا يموت ..

وهنا تذكير من أبي بكر الصديق بمهمة محمد صلى الله عليه وسلم، وأنه بشر من البشر غير أنه رسول، فموته ليس غريبا مثله مثل غيره من البشر. ولكن الواجب هو اتباع رسالته والاستمساك بها والقيام بشأنها، وهو الأمر الذي جعله ينشط له فيما بعد.

لقد كان موقف أبي بكر رضي الله عنه عظيما في هذه الواقعة، حيث ذكرهم بمهمة الرسول صلى الله عليه وسلم لهم، وهي أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا، ولا يرجعوا على أعقابهم بعد موته، فإن من لازم صحة عبودية الله تعالى أن يعبده حتى الممات، ولا تكون العبادة له في فترة وجود النبي فإذا ما مات انقطعت.

 وحين تأت مثل هذه الرسالة من أبي بكر، في مثل هذا الموقف، فإنها ترسخ في قلب سامعها كأبلغ ما يكون .. فرضي الله عن الصحابة أجمعين.

كتبه : الشيخ: أبو فهد محمد القطيشي

شاركنا بتعليق


سبعة عشر + 15 =




بدون تعليقات حتى الآن.