موقف لإبراهيم الحربي في الصبر على الفاقة

الخميس _19 _أبريل _2018AH admin
موقف لإبراهيم الحربي في الصبر على الفاقة

موقف لإبراهيم الحربي في الصبر على الفاقة:

قَالَ أَحْمَد بْن سلمان القطيعي: أضقت إضاقة فمضيت إِلَى إِبْرَاهِيم الحربي لأبثه ما أَنَا فِيهِ، فَقَالَ لي: لا يضيق صدرك، فإن اللَّه من وراء المعونة، وإني أضقت مرة حتى انتهى أمري فِي الإضاقة إِلَى أن عدم عيالي قوتهم، فقالت لي الزوجة: هب أني وإياك نصبر، فكيف نصنع بِهَاتين الصبيتين؟ فهات شيئا من كتبك حتى نبيعه أو نرهنه، فضننت بذاك، وقلت: اقترضي لهما شيئا، وأنظريني بقية اليوم وَالليلة، وكَانَ لي بيت فِي دهليز داري فِيهِ كتبي، فكنت أجلس فِيهِ للنسخ وَالنظر، فلما كَانَ فِي تلك الليلة إذا داق يدق الباب، فقلت: من هذا، فَقَالَ: رَجُل من الجيران، فقلت: ادخل، فَقَالَ: اطفِئ السراج حتى أدخل فكببت عَلَى السراج شيئا، وقلت: ادخل فدخل وترك إِلَى جانبي شيئا، وانصرف، فكشفت عَنِ السراج ونظرت فإذا منديل له قيمة، وفِيهِ أنواع من الطعام، وكاغد فِيهِ خمس مائة درهم، فدعوت الزوجة، وقلت: أنبهي الصبيان حتى يأكلوا، ولما كَانَ من الغد قضينا دينا كَانَ عَلَيْنَا من تلك الدراهم، وكَانَ وقت مجيء الحاج من خراسان، فجلست عَلى بابي من غد تلك الليلة، وإذا جمال يقود جملين عليهما حملان ورقا وَهُوَ يسأل عَن منزل إِبْرَاهِيم الحربي، فانتهى إلي، فقلت أَنَا إِبْرَاهِيم الحربي، فحط الحملين، وَقَالَ: هذان الحملان أنفذهما لَكَ رَجُل من أهل خراسان، فقلت: من هو؟ فَقَالَ: قد استحلفني أن لا أقول من هو([1]).

([1]) تاريخ بغداد ت بشار (6/ 522)

 

شاركنا بتعليق


1 × خمسة =




بدون تعليقات حتى الآن.