المجلس السادس والثلاثون ( القلب ملك الجوارح )

السبت _7 _سبتمبر _2019AH admin
المجلس السادس والثلاثون ( القلب ملك الجوارح )

*  القلب هو ملك الجوارح كلها وقد جعله الله عز وجل مصدرا للتأثير على الجوارح في تلقي الوحي ، قال تعالى: (إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد)
يكمن الصلاح والفساد في القلب ومنه يسري إلى الجوارح، فإذا صح القلب من مرضه وفساده ودخل في أثواب العافية والصلاح تبعته الجوارح كلها لأنها تصلح بصلاحه وتفسد بفساده، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم
 (ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب)([1])

* القلب في الحقيقة هو محل الإيمان والتصديق واليقين وتعظيم رب العالمين والخوف منه والتوكل عليه ومحبته والأنس به ومعرفته والانقياد له والتسليم له ولذا صار القلب محل نظر الرب تعالى كما قال رسول الله e: “إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم([2])” قال أهل العلم القلب محل نظر الرب

* القلب الحي إذا عرضت عليه القبائح والشهوات نفر منها بإذن الله تعالى وأبغضها ولم يلتفت إليها بخلاف القلب الميت فإنه إذا مات قلب العبد تعطلت جوارحه عن الطاعة والعبادة ولم يؤد حق الله تعالى من الطاعة والعبودية ولم يعمل بكتاب الله وسنة رسولهعليه الصلاة والسلام وقد يمرض القلب أحيانا ويصح أحيانا أخرى فيستثقل الطاعة وأحيانا أخرى يتقبل المعصية على حسب صحته ومرضه.

* تكمن حياة القلب بالإيمان بالله وترك المعاصي والمحرمات وكثرة ذكره وتلاوة كتابه بتدبر فإذا زكى القلب ذكر الله في كل حين وانقادت النفس لربها بكل جارحه وأطاعته في كل أمر وتخلقت بأحسن الأخلاق وإذا كان القلب متوجهاً إلى الله فتحت له أبواب الهداية والسعادة والخير في الدنيا والآخرة
قال تعالى: (ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما) وإذا أحب الله عبدا هداه إليه واشغله فيما  يحب وجنبه ما يكره.

ويصلح القلب بأمور منها:

1/ تعظيم الله تعالى وتوحيده وعبادته.    

2/ تحقيق العبادة بالقلب والجوارح.

3/ ترك الإصرار على الذنوب.   

4/ تطهيره من الغل والحقد والحسد ونحوها  .

5/ فقه الأعمال القلبية ومراعاتها.   

6/ توطن أماكن الخير والصلاح كالمساجد ونحوها.     

7/ صحبة الصالحين والأخذ عنهم.

* ومن علامات القلب الحي:
1- وجل القلب من الله.

2- القشعريرة في البدن عند سماع القرآن
3- خشوع القلب عند ذكر الله تعالى.

4- الإذعان للحق والإخبات له.
5- سلامة القلب من الأحقاد .

* قال أبو هريرة رضي الله عنه: القلب ملك والأعضاء جنوده فإذا طاب الملك طابت جنوده وإذا خبث الملك خبثت جنوده فإذا كان القلب صالحا بما فيه من الإيمان لزم ضرورة صلاح الجسد بالقول والعمل الظاهر, والظاهر تابع للباطن لازم له ومتى صلح الباطن صلح الظاهر وإذا فسد فسد، إذاً ما كان في القلب لا بد أن يظهر بموجبه ومقتضاه على الجوارح.

([1])أخرجه البخاري في صحيحه برقم (52)1/20 ، ومسلم في صحيحه برقم (1599)3/1219.

([2])أخرجه مسلم في صحيحه برقم (2564)4/1987.

شاركنا بتعليق


ثلاثة × واحد =




بدون تعليقات حتى الآن.