فضل الحياء

الأربعاء _14 _أكتوبر _2020AH admin
فضل الحياء

عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«إنَّ ممَّا أدرك النَّاس مِن كلام النُّبوَّة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت»(رواه البخاري 6120).

  قال الخطَّابي: “قال الشَّيخ: معنى قوله «النُّبوَّة الأولى» أنَّ الحَيَاء لم يزل أمره ثابتًا، واستعماله واجبًا منذ زمان النُّبوَّة الأولى، وأنه ما مِن نبيٍّ إلَّا وقد نَدَب إلى الحَيَاء وبُعِث عليه، وأنَّه لم ينسخ فيما نسخ مِن شرائعهم، ولم يُبَدَّل فيما بُدِّل منها”((معالم السنن للخطَّابي4/109)).  

  وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الإيمان بضع وسبعون -أو بضع وستُّون- شعبة، أعلاها: قول: لا إله إلَّا الله. وأدناها: إماطة الأذى عن الطَّريق. والحياء شعبة مِن الإيمان»(رواه مسلم 35)  

قال الخطَّابي: “معنى قوله: «الحَيَاء شعبة مِن الإيمان» أنَّ الحَيَاء يقطع صاحبه عن المعاصي ويحجزه عنها، فصار بذلك مِن الإيمان” ((معالم السنن 4/312)).    

فالحَيَاء فضيلة مِن فضائل الفطرة، وهو مادَّة الخير والفضيلة، وبهذا وصفه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بقوله: «الحَيَاء خيرٌ كلُّه».  

قال ابن رجب: “… «الحياء لا يأتي إلَّا بخير»: فإنَّه يكفُّ عن ارتكاب القبائح ودناءة الأخلاق، ويحثُّ على استعمال مكارم الأخلاق ومعاليها، فهو مِن خصال الإيمان بهذا الاعتبار”((جامع العلوم والحكم 1/501)) .

– وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم، مرَّ على رجل، وهو يعاتب أخاه في الحياء، يقول: إنَّك لتستحيى حتى كأنَّه يقول: قد أضرَّ بك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعه، فإنَّ الحياء مِن الإيمان (رواه البخاري 6118).   

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «استحيوا مِن الله حقَّ الحياء». قال: قلنا: يا رسول الله إنَّا لنستحيي، والحمد للَّه. قال: «ليس ذاك، ولكنَّ الاستحياء مِن الله حقَّ الحياء: أن تحفظ الرَّأس وما وعى، وتحفظ البطن وما حوى، وتتذكَّر الموت والبِلَى، ومَن أراد الآخرة، ترك زينة الدُّنيا، فمَن فعل ذلك، فقد استحيا مِن الله حقَّ الحياء»(رواه التِّرمذي 2458 مِن حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. وقال: غريب. وحسَّن إسناده   النَّووي في المجموع 5/105، وحسَّنه الألباني في صحيح التِّرمذي 2458)

قال ابن رجب: “يدخل فيه حفظ السَّمع والبصر واللِّسان مِن المحرَّمات، وحفظ البطن وما حوى، يتضمَّن حفظ القلب عن الإصرار على ما حرَّم الله، ويتضمَّن أيضًا حفظ البطن مِن إدخال الحرام إليه مِن المآكل والمشارب، ومِن أعظم ما يجب حفظه مِن نواهي الله عزَّ وجلَّ اللِّسان والفرج” ((جامع العلوم والحكم ص 464)).  

  وعن يَعْلَى أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلًا يغتسل بالبَــرَاز فصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، وقال: «إنَّ الله عزَّ وجلَّ حَلِيمٌ حَيِىٌّ سِتِّيرٌ، يحبُّ الحَيَاء والسَّتْر، فإذا اغتسل أحدكم فليَسْتَتِر»(رواه أبو داود4012، والنسائي 406 وصحَّحه النَّوويُّ في الخلاصة 1/204،

عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما كان الفُحْش في شيء إلَّا شانه، وما كان الحَيَاء في شيء إلَّا زَانَهُ»(رواه التِّرمذي 1974 وابن ماجه4185 وصححه الألباني   في صحيح الترغيب والترهيب 2635 ).

شاركنا بتعليق


12 − ثلاثة =




بدون تعليقات حتى الآن.