لماذا ذهب الحياء؟

الخميس _24 _ديسمبر _2020AH admin
 لماذا ذهب الحياء؟

♦ كثرة الذنوب والسيئات؛ الذّنوب تضعف الحياء من العبد، بل إنها تقضي على الحياء وتقتله، وبين الذنوب وقلة الحياء تلازم، وكل منهما يستدعي الآخر ويطلبه حثيثاً.

♦ كثرة الفتن؛ فتن الشهوات وفتن الشبهات. وقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم منها ومن التعرض لها، كما في الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَتَكُونُ فِتَنٌ، القَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ القَائِمِ، وَالقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ المَاشِي، وَالمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي، مَنْ تَشَرَّفَ لَهَا تَسْتَشْرِفْهُ، فَمَنْ وَجَدَ مِنْهَا مَلْجَأً، أَوْ مَعَاذًا، فَلْيَعُذْ بِهِ».

 

بل وأمرنا النبي أن ننشغل عنها بطاعة الله عز وجل، ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِى كَافِرًا أَوْ يُمْسِى مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا ».

 

وفي صحيح مسلم عَنْ حُذَيْفَةَ بن اليمان رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا فَأَىُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ وَأَىُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلاَ تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ وَالآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا لاَ يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلاَ يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلاَّ مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ ».

 

♦ الحرب الإعلاميَّة عبْرَ القنوات الفضائيَّة المائعة، والمَواقع الإلكترونيَّة الماجِنة، فضلاً عن المجلاَّت الخليعة، والجرائد الرَّخيصة، والإذاعات المَقِيتة، وصَيحات الهاتف المحمول الحديثة، مما جعل المنكَر يكاد يعيشُ مع كلِّ واحدٍ منَّا في بيته، وفي عملِه، وفي الشَّارع، بل وفي جيْبِه أيضًا.

 

ما تبثُّه العديدُ من القنوات الفضائيَّة الفاضِحة، والمواقع الإلكترونيَّة المتهتِّكة مِن صُوَر خليعة، ومسلسلات بذيئة، تنزِع الحياءَ من البيوت، وتُفسِد العلاقةَ بيْن أفراد الأسرة الواحدة، ويكفي أن تعْلمَ أنَّ صفحات المواقِع الإباحيَّة عبرَ العالَم بلغت 420 مليون صفحة، وأنَّ 42.7% من مستعْمِلي [الإنترنت] يشاهدون موادَّ إباحيَّة، وأنَّ مبيعات الإباحة على [الإنترنت] بلغت 4.9 مليار دولار.

 

لقد ساهمت هذه الفضائيات والمواقع في فساد كثير من الشباب والشابات.

 

فالفتاة تنظر إلى نفسها على أنها مالِكة نفسها، حرَّةٌ في تصرُّفاتها، حجابُها أغلال، وزواجها ظلم وتسلُّط، وإنجاب الأبناء مُضِرٌّ بالصحة، وطاعة الأبوين قُيود، ومَحبة الزوج إِذلال وضَعف، وخِدمتُه جبَروتٌ وقَسوة، وطاعته خضوع وعبودية.

 

والشباب ما طاشَتْ عقولُهم إلا مِن تَتَبُّعِ سِيرة هذا الفريق الرياضي أو ذاك؛ يَفرح لانتصاره، ويحزن لانهزامه، بل يحبُّ ويُعادي مِن أجْله، إنْ مدَحْتَه له والاك، وإن نَقصْتَ مِن قيمة أحد لاعبيه عاداك.

 

والنساء اهتمَمْن بالإشهارات والمَلابس وشُؤون المطابخ، أكثرَ مِن اهتمامهنَّ بأزواجِهنَّ وأبنائهنَّ.

 

والرِّجال استهوَتْهم المسلسلات والأفلام والمباريات، حتى أنْسَتهم صَلاتَهم، وواجباتِ بيوتهم، وحقوقَ أبنائهم.

 

والنتيجة: كثرة الصِّراعات والخصومات، وانتشارُ القلق والأمراض العصَبية والنَّفْسية، وامتلاءُ المَحاكم بقضايا المنازَعات، والتفكُّك الأُسَري، ولا حول ولا قوَّة إلا بالله.

فإلى الله المشتكى ولاحول ولا قوة إلا بالله رب العالمين.

 

شاركنا بتعليق


6 + 16 =




بدون تعليقات حتى الآن.