معنى التوحيد عند أهل السنة
الأحد _24 _مايو _2015AH adminمعنى التوحيد عند أهل السنة
معنى التوحيد عند أهل السنة: هو إفراد الله بالعبادة، هو شهادة أن لا إله إلا الله، ولهذا المقدمة كلها دائرة على تحقيق هذا المعنى، التوحيد؛ هو معنى لا إله إلا الله، وهو إفراد الله بالعبادة، بأنه لا أحد يستحق العبادة إلا الله.
أما التوحيد عند الرافضة والقبورية: فهو التقرب إلى الله جل وعلا بساداتهم وأوليائهم بصرف أنواع من العبادة لهم لأنهم لهم جاه وقدر عند الله فغدا التوحيد شركاً وجعلوا الشرك توحيداً، وشركهم بذبحهم القرابين ونذورهم ودعائهم واستغاثتهم بالحسين أو بالعباس أو بعبد القادر أو بالدسوقي، أو بالعيدروس أو بالشاذلي أو بالبدوي أو بمحيي الدين، أوبالمرسي أبو العباس، أو الكباشي، أو البرهان، أو الختمي، أو التيجاني، أو الهواري، أو شمس تبريز… أو بأسماء كثيرة عمت وطمت في بلاد المسلمين شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً، حيث جعلوا أصحاب المقامات والعتبات والأضرحة وسائط بينهم وبين الله بل تطور هذا عند بعضهم حتى اعتقدوا التأثير والنفع والضر والتصرف في أحوال الكون وهذا شرك في الربوبية:
1 – جعلهم وسائط بينهم وبين الله شرك في العبادة.
2 – أن يعتقدوا أنهم مؤثرون يملكون النفع والضر والتصرف في العالم وهم أموات في قبورهم فهذا شرك في الربوبية.
فالتوحيد عند الصوفية غايته: الفناء في المعبود، وهو تحقيق الجبر بطريق تحقيق توحيد الربوبية.
التوحيد عند الأشاعرة والمتكلمين: هو إفراد الصانع المخترع وهو أيضاً فناء في توحيد الربوبية. ولهذا التوحيد الذي هو غاية عند الصوفية في طبقاتهم وفرقهم وعند الأشاعرة عن المتكلمين والماتريدية وغيرهم فتوحيدهم الذي يفنون به أنفسهم هو الجبر، وهو أن لا يشاهد غير الله وكل فعل فهو طاعة لله، وسبيله وطريقه توحيد الربوبية: إفراد الله عز وجل بالخلق والرزق والصناعة والإحداث.
فهذا نوح عليه الصلاة والسلام أنكر قومه الشرك في أولئك الصالحين: ودّ وسواع ويغوث ويعوق ونسر، وهم رجال صالحون كانوا في أولئك القوم فماتوا في وقت مقارب، فحزن عليهم قومهم فجاءهم الشيطان فسول لهم – والشيطان أيها الإخوة يطبخ على نار هادئة، لا يستعجل النتائج كما يفعل بعض المتهورين – جاء إلى هؤلاء وقال: صوروا عليهم صوراً – يعني انحتوا لهم منحوتات تشبههم – وانصبوها في مجالسكم فإذا رأيتموها نشطتم على العبادة، فجاءهم بمقصد حن لكن السبيل إليه سيء وبدعة، ففعلوا ذلك فذهب ذلك الجيل وجاء جيل بعدهم من أحفادهم نُسي فيهم العلم، فجاءهم الشيطان وقال لهم: إن آباءكم ما صوروا هذه الصور إلا أنهم كانوا صالحين، وكانوا يستشفعون بهم الله، يتوسلون بهم إلى الله، فدعوهم فوقعوا في الشرك وعند ذلك بعث الله نوحاً عليه السلام، وهو أول شرك وقع في بني آدم فدل ذلك على أن الشرك طارئ في بني آدم ليس أصيلاً.
ومختصو علم الاجتماع الذين أخذوا علمهم عن أساتذتهم في فرنسا أو أوروبا وأمريكا: من أمثال سارتر وغيره يقولون: إن الشرك في الإنسان أصيل، لأن الإنسان كان بدائياً في حياته وفي طعامه وشرابه ولبسه حتى في معتقداته، ثم ما زال يتطور حتى بلغ التوحيد وهذا من أبطل الباطل!.
فمن أول جنس الإنسان؟ أليس آدم عليه السلام؟ فآدم كان موحداً، وكذا بنوه على عشرة قرون حتى جاء الشرك، إذاً فالشرك طارئ على الإسلام والتوحيد ودخيل، والأصل في بني آدم أنهم كانوا أهل توحيد وإسلام.
والنبي صلى الله عليه وسلم كسر صور الصالحين – صورهم المنحوتة عليهم – حيث كان حول الكعبة ثلاثمائة وستون صنماً، صورت على رجال صالحين منها من الأصنام التي كان العرب يعبدونها، اللات وهو رجل كان في الطائف وكان يلت السويق للحاج يطعمهم إياه، والسويق نوع من الطعام فلما مات وكان صالحاً عكفوا على قبره وأوحى إليهم الشيطان أن صوروا له صورة، فصوروا صورة هي رمز عن هذا الصنم فأصبحوا يتقربون إليه، وكذا الحال في مناة والعزة وهبل[1]، والنبي صلى الله عليه وسلم كسر الأصنام وأبطلها لأن الإبطال لها إبطال لمادة الشرك.
لقد وجد من المسلمين من عاب على أتباع الرسول ممن كسر الأصنام وهدم الأضرحة وهذا في الحقيقة عيب على النبي صلى الله عليه وسلم، ومن أعابهم دل على أنه ما حقق التوحيد وما اعتنى بهذه الدعوة – التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم – فالنبي صلى الله عليه وسلم كسر الأصنام لأنها رموز لهذا الشرك وتكسيره إياها من حسم مادة الشرك، فهم ما عبدوا الحجر لذاته ولكن عبدوا ما يرمز إليه الحجر، تطور هذا ببعضهم مع طول العهد حتى عبدوا الأحجار واعتقدوا فيها النفع والضر.
[1] انظر تفسي ابن كثير لآية النجم: ﴿ أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى ﴾ 4 /126، وتاريخ الأمم والملوك، لابن جرير 2 /367، وكتاب الأصنام للكلبي 7.
شاركنا بتعليق
بدون تعليقات حتى الآن.