عبادة التوكل: الحلقة الثانية ((فقه التوكل))

السبت _22 _أكتوبر _2016AH admin

 الحمد لله أمرنا بالتوكل عليه وتفويض الأمر اليه.

 والتوكل هو الاستعانة.

 فإذا أردت أمرا من أمور الدنيا أو الآخرة،أو أردت فرارا من محاذير الدنيا أو الآخرة: فتوكل على الله في جلب ما تريد، ودفع ما تحذر، فلا معين إلا الله ولا دافع إلا الله، فأين تذهب عن العظيم جل جلاله الذي يقول للشيء كن فيكون.

 وإذا أردت الفكاك من معصية أو بلية أو عدوان أو ظلم فعليك بالحفيظ القوي الجبار الذي لا يغلب.

والثقة بالله هي سواد عين التوكل،كما قال ابن القيم([1]).

وهذا نبينا سيد المتوكلين قال للأعرابي حين رفع عليه السيف وقال للنبي من يمنعك مني فقال: "الله"، فسقط السيف من يد الأعرابي ،فأخذ النبي السيف وسله على الأعرابي،وقال له من يمنعك مني،فقال: يامحمد كن خير آخذ ([2]).

إننا محتاجون إلى عبادة التوكل وتطبيقها في كل مجريات حياتنا، في شدتنا ورخائنا وعسرنا ويسرنا وصحتنا ومرضنا وغنانا وفقرنا.

ولا يمكن تحقيق التوكل في القلب إلا بصدق الاعتماد على الله ولا يتم هذا إلا بزيادة الإيمان بالأعمال الصالحة، وترك الذنوب التي تُنقص الايمان.

اللهم اجعلنا ممن توكل عليك فكفيته، واستهداك فهديته، واستعان بك فأعنته.

المشرف العام: فضيلة الشيخ/ عبد الله السلوم



([1])"ومراده: أن الثقة خلاصة التوكل ولبه، كما أن سواد العين: أشرف ما في العين" مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين (2/ 142)

([2])البُخَارِي (4136) من حديث جابر بن عبد الله.

 

شاركنا بتعليق


7 + عشرين =




بدون تعليقات حتى الآن.