مسألة :صلاح الباطن والظاهر
السبت _4 _فبراير _2017AH adminجاء في صحيح مسلم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « لاَ تَحَاسَدُوا وَلاَ تَنَاجَشُوا وَلاَ تَبَاغَضُوا وَلاَ تَدَابَرُوا …. الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يَخْذُلُهُ وَلاَ يَحْقِرُهُ… التَّقْوَى هَا هُنَا » وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ….
وفي حديث آخر في صحيح مسلم " إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم ؛ ولكن ينظر إلى قلوبكم …"
وفيه زيادة : " وأشار بأصابعه إلى صدره "
هل يعني هذا أنه يكفي صلاح القلب واستقامته ، ولو لم تكن الجوارح كذلك ..؟!.
– قال الألباني رحمه الله في تعليقه على رياض الصالحين : وزاد مسلم وغيره في رواية " وأعمالكم " بعد قوله " قلوبكم " ،
وقال هذه الزيادة هامة جداً ، لأن كثيراً من الناس يفهمون الحديث بدونها فهماً خاطئاً ؛ فإذا أنت أمرتهم بما أمرهم الشرع الحكيم من مثل إعفاء اللحية ، وترك التشبه بالكفار ، ونحو ذلك من التكاليف الشرعية أجابوك بأن العمدة على ما في القلب ، واحتجوا على زعمهم بهذا الحديث ، دون أن يعلموا بهذه الزيادة الصحيحة الدالة على أن الله تبارك وتعالى ينظر أيضاً إلى أعمالهم ، فإن كانت صالحة قبلها وإلا ردها عليهم …،
وقال : والحقيقة أنه لا يمكن تصور صلاح القلوب إلا بصلاح الأعمال ، ولا صلاح الأعمال إلا بصلاح القلوب ،
وقال : للنصوص الكثيرة من الكتاب والسنة الدالة على تفاضل العباد في الدرجات في الجنة إنما هو بالنسبة للأعمال الصالحة كثرة وقلة …. ".
وهذا ما قرره ابن عثيمين في شرحه لحديث " التقوى ها هنا "،
قال ابن رجب : "صلاح حركات العبد بجوارحه ، واجتناب للمحرمات واتقائه للشبهات بحسب صلاح حركة قلبه " ،
ويقول ابن تيمية :" فلا يكون الظاهر مستقيماً إلا مع استقامة الباطن " .
والله أعلم وصلى الله وسلم على رسوله الأمين وصحبه أجمعين آمين.
كتبه:
فضيلة الشيخ عبد الله أبا الخيل
شاركنا بتعليق
بدون تعليقات حتى الآن.