سلسلة المعصية وشؤمها 10- (“هل أنت مُبغض، أم محبوب؟ “):

الأحد _5 _مارس _2017AH admin

لاشك أن حب العباد لفلان هو من أسباب سعادته في هذه الدنيا، ولكن الله –عز وجل- سن سننًا كونية لا تتبدل ولا تتغير، ومن هذه السنن أن فاعل المعصية مُبغض بين العباد بقدر معصيته، فحدد بغض العباد أو محبتهم ذلك ، فالطاعة والمعصية سببان بين يديك وسلاحان، فعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، كَتَبَ أَبُو الدَّرْدَاءِ إِلَى سَلَمَةَ بْنِ مَخْلَدٍ: أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا عَمِلَ بِطَاعَةِ اللَّهِ أَحَبَّهُ اللَّهُ وَإِذَا أَحَبَّهُ اللَّهُ حَبَّبَهُ فِي خَلْقِهِ، وَإِذَا عَمِلَ بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ أَبْغَضَهُ اللَّهُ فَإِذَا أَبْغَضَهُ بَغَّضَهُ إِلَى خَلْقِهِ "([1])إنها رسالة عظيمة تجيب عن سؤال يطرح الكثيرون بلسان حالهم أو مقالهم، ما سر حب الناس لهذا الإنسان؟ وما سر بغضهم لفلان؟ إنها الطاعة والمعصية، ويقول أبو الدرداء –رضي الله عنه- في موضع آخر: لِيَحْذَرِ امْرُؤٌ أَنْ يَمْقُتَهُ، قُلُوبُ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُ "([2])، ثم قال: (أتدري ما هذا؟ إنه العبد يخلو بمعاصي الله، فيلقي الله بغضه في قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر)، فالخلوة لها تأثيرات وبصمات في حب وبغض، فاختر بلسان مقالك ما تريده لحالك، مع بذل وسعك في تحسين ما يكون نجاةً لك، وعلى قدر مجاهدته في ترك ما تهوى تقوى محبته، بل قد تمتد محبته حتى بعد مماته، فيُذكر بخير.

بخلاف صاحب المعصية فقد يُذكر بضد ذلك حبًا وبُغضًا، حيًا وميتًا، ويكون مبغضًا حيًا وميتًا، ويتفاوت ذلك بحسب ما عمل من خير وشر، فمعاصي أثرت وعسرت في طريق أحوج ما يكون الإنسان إلى المعونة، نسأل الله –عز وجل- التوفيق دنيًا وأخرى.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آلة، وأصحابه أجمعين.

فضيلة الشيخ:

خالد الجريش

 



([1])الزهد لأحمد بن حنبل (ص: 111) برقم (719)

([2])الزهد لأحمد بن حنبل (ص: 111) برقم (767)

 

شاركنا بتعليق


17 + 13 =




بدون تعليقات حتى الآن.