سلسلة عقيدة المسلم في سؤال وجواب (العروة الوثقى (16) (شروط لا إله إلا الله (4))

الأحد _30 _أبريل _2017AH admin

ما المقصود بقبول لا إله إلا الله؟

المقصود بذلك القبول المنافي للرد، وذلك أن يقبل ما دلت عليه هذه الكلمة بقلبه ولسانه ويرضى بذلك.

هل يكفي التصديق بها في تحقيق القبول؟

لا يكفي ذلك؛ ولهذا كان المشركون يعرفون معنى لا إله إلا الله ولكنهم لم يقبلوها فذمهم الله تعالى وقال: {إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلاّ الله يَسْتَكْبِرُونَ}.

 وقال: {فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ الله يَجْحَدُونَ}.

ما هي أحوال الناس في قبول لا إله إلا الله؟

 وضح ذلك النبي – صلى الله عليه وسلم –  فقال (مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضاً فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا، وأصاب منها طائفةً أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماءً ولا تُنبتُ كلأً، فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فَعَلِم وعلَّم، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ولم يقبل هدى الله الذي أرسلتُ به)([1]) (متفق عليه).

وللحديث بقية في الكلام عن باقي الشروط.

وكتبه:

المشرف العلمي



([1])  قال ابن رجب مجموع رسائل ابن رجب (2/ 558)" فمثَّل النبي – صلى الله عليه وسلم – العِلْم والإيمان الَّذِي جاء به بالغيث يصيب الأرض. وهذا المثل كقوله تعالى: {أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا} فمثل تعالى ما أنزله من العلم والإيمان إلى القلوب بالماء الذي أنزله من السماء إِلَى الأرض".

 

شاركنا بتعليق


20 − ثلاثة عشر =




بدون تعليقات حتى الآن.