المجلس السابع (قيام الليل)

الخميس _28 _يونيو _2018AH admin
المجلس السابع (قيام الليل)

المجلس السابع (قيام الليل)

يقول الله (تتجافى جنوبهم عن المضاجع) ويقول عز وجل (كانوا قليلا من الليل ما يهجعون) فتهجع نفوس الصالحين حتى هزيع من الليل ثم تستيقظ لمناجاة ربها الذي ينزل إلى السماء الدنيا فيقول هل من سائل فأعطيه هل من مستغفر فأغفر له هل من تائب فأتوب عليه. حقا إن ذلك هو الاستثمار الحقيقي للمناجاة ورفع الدعوات. وكل صلاة تقع بعد غروب الشمس إلى آذان الفجر فهي من صلاة الليل ودونك هذه الخيارات في صلاة الليل:

1- صل ما كتب الله لك قبل النوم ثم أوتر كما أوصى النبي e صحبه الكرام رضي الله عنهم (أبا ذر، وأبا هريرة, وأبا الدرداء) بقولهم (وأن أوتر قبل أن أنام) ([1])

2- صل ما بين العشاءين فقد قال ابن كثير رحمه الله على قوله (تتجافى جنوبهم عن المضاجع) يحيون ما بين العشاءين وإن كان في المسجد فهو رباط (وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط)([2]).

3- قيام آخر الليل فإنه النجاة والمناجاة والنور والسرور والخلوة برب العالمين حين هجع الكثيرون فيا بشرى هؤلاء بلذتهم وطمأنينتهم.

4-  نم نصف الليل ثم قم ثلثه ثم نم سدسه كما كان داوود عليه الصلاة والسلام يفعل.

   (همسة) : هل فكرت ماذا تفعل عشر دقائق قبيل الفجر من الخير العظيم إنها تحوي كنوزا عظيمة ففيها ركعتان في ظلمة الليل ودعوات واستغفار وتوبة وخشوع وخضوع وانكسار كل هذه الأرباح في قيامك قبل الفجر بـ 10 دقائق علماً أنك لو لم تفعل ذلك فإنك ستستيقظ لصلاة الفجر قريباً منه. فلا تحرم نفسك تلك اللحظات العظيمة ولو بالقليل.

* صلاة الليل خير عظيم في الدنيا والآخرة وانشراح وخلوة وزكاة للنفس وكسب للخير من أوسع أبوابه فلا تفرط في هذه الأوصاف التي هي سبب نجاتك يوم القيامة

لا شك أن من لم يكن معتادا على قيام الليل فإنه قد يصعب عليه أول الأمر لكن بالتدريج يتيسر ويسهل ويصبح كصلوات الفرائض في اليوم والليلة.

إن قيام الليل هو لأصحاب الهمم القوية التي برهنت على قوتها عمليا بقيامها بين يدي ربها Y حيث يناديها فتجيبه فتناجيه بهمومها وطلباتها فما أعظمه من ربح وأجر عظيم.

 هل حاولت أن تلحق بركب الصالحين فإنهم ينادونك اركب معنا فإن قيام الليل من دأبهم فكن أحدهم.

([1])أخرجه البخاري في صحيحه برقم (1178)2/58، ومسلم في صحيحه برقم(721)1/498.

([2])أخرجه مسلم في صحيحه برقم (251)1/219.

شاركنا بتعليق


ثمانية عشر + 1 =




بدون تعليقات حتى الآن.