المجلس الحادي عشر (ساعة الإجابة يوم الجمعة)

الخميس _28 _يونيو _2018AH admin
المجلس الحادي عشر (ساعة الإجابة يوم الجمعة)

المجلس الحادي عشر (ساعة الإجابة يوم الجمعة)

* الدعاء من أقرب الطرق لنيل المطالب ومن أيسر السبل لحصولها لأنه سؤال الذي بيده مقاليد الأمور ومفاتيح العطايا.

قال النبي e: (إن في الجمعة لساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه. . . )([1]), وإن استثمار هذه الساعة هو توفيق من الله لبعض عباده بحيث جعلوها من برنامجهم خلال هذا اليوم المبارك .

* اختلف العلماء في تحديدها على أقوال وأرجحها قولان وهما: –

1- من حين دخول الخطيب إلى نهاية الصلاة فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال: قال لي عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أسمعت أباك يحدث عن رسول الله e في شأن ساعة الجمعة؟ قال: قلت: نعم، سمعته يقول: سمعت رسول الله e يقول: «هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة»([2])

 2- آخر ساعة بعد العصر من يوم الجمعة, فعن جابر بن عبد الله، عن رسول الله e قال: «يوم الجمعة اثنتا عشرة ساعة، لا يوجد فيها عبد مسلم يسأل الله شيئا إلا آتاه إياه، فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر»([3])

فاحرص على هذين الوقتين داعيا ومبتهلا لعل الله أن يجعلك من المقبولين فيها.

* كان بعض السلف يسأل الله تعالى يوم الجمعة كل لحظات ذلك اليوم لعله أن يصيب تلك الساعة فما أحرانا أن نحرص عليها ونعرض حوائجنا الدنيوية والأخروية على الله تعالى لعله أن ينظر إلينا نظرة المرحومين.

* هذه الساعة تفطن إليها المستيقظون واستشعروا أهميتها وما فيها من حياة القلوب وزكاة النفوس وإجابة الدعاء والخير العظيم والعميم, وغفل عنها أناس كثير لأسباب يمكن تعجيلها أو تأجيلها فكن ممن تفطن لها لعلك أن تكون موفقا مجابا.

* أفضل ما يكون فيها الداعي كونه منتظرا للصلاة, ولكن إن لم يحصل, فليدع هذا في بيته وهذا في سيارته وذاك في متجره وذلك في مزرعته فالكل مبتهل وداع ومتضرع خلال تلك الساعة. فما أجملها من لحظات ترفع فيها أكف الضراعة لرب الأرض والسماوات فحقا إنها ساعة ترقق القلب وتشعر بقرب الرب فخص وعم وفضل الله تعالى واسع وعطاؤه عظيم.

* علينا بالتواصي بتحري تلك الساعة في جلساتنا لصغارنا وكبارنا وفي وسائل التواصل لدينا وأيضا في كلماتنا ومواعظنا لأنها من مفاتيح الفرج لنا وللأمة أجمع وما يدريك أن دعوة خرجت من أحد الداعين فانتصرت بها الأمة, وما ذلك على الله بعزيز.

([1])أخرجه مسلم في صحيحه برقم (852)2/584.

([2])أخرجه مسلم في صحيحه برقم (853)2/584.

([3])أخرجه  النسائي في سننه برقم(1389)3/99, وأبو داود في سننه برقم(1048)2/281.وصححه النووي في الخلاصة برقم(2637)2/755, والألباني في صحيح الجامع برقم(8190)2/1360.

شاركنا بتعليق


تسعة عشر − خمسة عشر =




بدون تعليقات حتى الآن.