المجلس السادس عشر (إحسان الوضوء وصلاة ركعتين بحضور قلب)
الخميس _28 _يونيو _2018AH adminالمجلس السادس عشر (إحسان الوضوء وصلاة ركعتين بحضور قلب)
قال النبي e (ما من مسلم يتوضأ فيحسن الوضوء ثم يصلي ركعتين لا يحدث فيهما نفسه إلا غفر له ما تقدم من ذنبه)([1]) وفي رواية أخرى (مقبل عليهما بوجهه وقلبه إلا وجبت له الجنة)([2]) ما أعظمه من جزاء وما أيسره من عمل على من يسره الله عليه نسأل الله تعالى ذلك.
إن من أسماء الله تعالى الغفور والغفار وهذه الأسماء الحسنى صيغ مبالغة فهو عز وجل كثير المغفرة والعفو كرما وجودا منه على عباده فإذا استغفر العبد ربه بقلب حاضر فإن الله قريب مجيب عفو غفور.
أخي الكريم هل تعلم أنه إن وفقك الله فإنه يمكنك تطبيق هذا الحديث العظيم في كل وضوء يمر عليك في يومك وليلتك فتكون المغفرة متتابعة عليك فتمحو ذنوبك وتطهر قلبك نسأل الله تعالى التوفيق لذلك.
* إن مضمون هذا الحديث هو أربعة شروط يسيرة وبعدها نتيجة عظيمة فالوضوء أولا وإحسانه ثانيا وصلاة ركعتين ثالثا ثم اجعل قلبك حاضرا في الركعتين رابعا ثم بعد ذلك املأ قلبك بحسن الظن بالله تعالى أنه تقبل منك وغفر لك فإن الله عند ظن عبده به.
* لا تستقل عملك هذا فإنه عمل جليل إذا كنت في صلاتك تلك الركعتين القصيرتين حاضر القلب شاهدا مشهد الإحسان بحيث تستشعر أن الله تعالى يراك فإنه من أعظم الأسباب لمغفرة الذنوب ودخول الجنان.
* انك بعملك هذا قد يشملك التوفيق الإلهي بأن تكون جميع صلواتك فرضها ونفلها بحضور قلب وخشوع لأن الحلم بالتحلم والعلم بالتعلم وكذلك إذا أكثرت من إحضار قلبك في صلاتك كان ذلك سجية لك,
فيا بشراك بكتابة أجر صلاتك كلها حيث حضر قلبك فيها.
* ما أجمل أن تقرن هذا العمل بسؤال الله تعالى في سجداتك أن يغفر الله لك ويعفو عنك فتكون أسباب المغفرة قد تتابعت عليك وتوالت على قلبك فكنت بذلك تحمل قلبا سليما طاهرا معفوا عنه مغفورا له.
* لا تنس أنك بذلك العمل تكون قريبا من الله فيقبل عملك ويستجيب دعاءك ويحبك وإذا كنت كذلك توالت عليك خيرات الدنيا والآخرة وحاول جاهدا الثبات على ذلك, وأيضا أن تدل غيرك على هذا العمل اليسير في تنفيذه العظيم في أجره وثوابه
([1])أخرجه البخاري في صحيحه برقم (159)1/43 ، ومسلم في صحيحه برقم(226)1/205.
([2])أخرجه مسلم في صحيحه برقم(234)1/209.
شاركنا بتعليق
بدون تعليقات حتى الآن.