الذبح لغير الله

الخميس _26 _يوليو _2018AH admin
 الذبح لغير الله

 الذبح لغير الله:

إن إراقة الدم لله من أعظم العبادات، ولهذا كان من قبلنا لا يأكلون القربان، بل تأتي نار من السماء فتأكله، ولهذا قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ  الآية.

وكذلك كانوا إذا غنموا غنيمة جمعوها ثم جاءت النار فأكلتها ليكون قتالهم محضًا لله لا للمغنم، ويكون ذبحهم عبادة محضة لله لا لأجل أكلهم، وأمة محمد – صلى الله عليه وسلم – وسع الله عليهم لكمال يقينهم وإخلاصهم وإنهم يقاتلون لله ولو أكلوا المغنم، ويذبحون لله ولو أكلوا القربان، ولهذا كان عباد الشياطين والأصنام يذبحون لها الذبائح أيضًا، فالذبح للمعبود غاية الذل والخضوع له، ولهذا لم يجز الذبح لغير الله، ولا أن يسمى غير الله على الذبائح، وحرم سبحانه ما ذبح على النصب وهو ما ذبح لغير الله وما سمى عليه غير اسم الله وإن قصد به اللحم لا القربان، ولعن النبي – صلى الله عليه وسلم – من ذبح لغير الله، ونهى عن ذبائح الجن وكانوا يذبحون للجن، بل حرم الله ما لم يذكر اسم الله عليه مطلقا كما دل على ذلك الكتاب والسنة في غير موضع، وقد قال تعالى: ﴿ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ، أي أنحر لربك، كما قال الخليل عليه السلام: ﴿ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾.

وروى الإمام مسلم في صحيحه عن عامر بن واثلة قال: كنت عند علي بن أبي طالب فأتاه رجل فقال: ما كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يسر إليك؟ قال: فغضب وقال: ما كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يسر إلي شيئًا يكتمه الناس غير أنه قد حدثني بكلمات أربع قال: فقال: ما هن؟ يا أمير المؤمنين! قال: قال: “لعن الله من لعن والده. ولعن الله من ذبح لغير الله. ولعن الله من آوى محدثًا. ولعن الله من غير منار الأرض“.

 

قال الإمام النووي في شرحه لهذا الحديث: وأما الذبح لغير الله فالمراد به أن يذبح باسم غير الله تعالى كمن ذبح للصنم أو الصليب أو لموسى أو لعيسى صلى الله عليهما أو للكعبة ونحو ذلك، فكل هذا حرام، ولا تحل هذه الذبيحة، سواء كان الذابح مسلما أو نصرانيا أو يهوديا نص عليه الشافعي، واتفق عليه أصحابنا، فإن قصد مع ذلك تعظيم المذبوح له غير الله تعالى والعبادة له كان ذلك كفرًا، فإن كان الذابح مسلمًا قبل ذلك صار بالذبح مرتدًا، وذكر الشيخ إبراهيم المروزي من أصحابنا: أن ما يذبح عند استقبال السلطان تقربًا إليه أفتى أهل بخارة بتحريمه؛ لأنه مما أهل به لغير الله تعالى.

وعن طارق بن شهاب، أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: “دخل الجنة رجل في ذباب ودخل النار رجل في ذباب” قالوا: وكيف ذلك يا رسول الله ؟ قال: “مر رجلان على قوم لهم صنم لا يجوزه أحد حتى يقرب له شيئاً، فقالوا لأحدهما: قرب. قال: ليس عندي شيء أقربه. قالوا له: قرب ولو ذباباً. فقرب ذباباً، فخلوا سبيله، فدخل النار. وقالوا للآخر: قرب. فقال: ما كنت لأقرب لأحد شيئاً دون الله – عز وجل -. فضربوا عنقه، فدخل الجنة” رواه أحمد.

وأما إذا كان الذبح لإكرام الضيف أو للبيع فلا بأس به.

شاركنا بتعليق


14 − 5 =




بدون تعليقات حتى الآن.