المجلس التاسع والعشرون ( اللسان سلبا وإيجابا )

الثلاثاء _28 _مايو _2019AH admin
المجلس التاسع والعشرون ( اللسان سلبا وإيجابا )

اللسان والكلام نعمة عظيمة يكون من خلالها العبادات القولية المتنوعة كما يكون من خلالها أيضا قضاء الحاجات والترويح عن النفس غير أنها من أهم الجوارح التي ينبغي مرعاتها سلبا وإيجابا

* في حديث معاذ الطويل  وفيه(…..فأخذ بلسانه فقال: «كف عليك هذا» ، قلت: يا رسول الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ ، قال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم – أو قال: على مناخرهم – إلا حصائد ألسنتهم؟ ([1]).
فاللسان يسرق الحسنات بعمله للسيئات من الغيبة أو النميمة أو قول الزور أو شتم الناس وسبهم والسخرية منهم وغير ذلك.

وقد يكون لسانك نهرا يجري لك بالحسنات العظيمة في أعمال يسيرة كما في الحديث عن ابن مسعود، قال: قال رسول الله e: (لقيت إبراهيم ليلة أسري بي فقال: يا محمد، أقرئ أمتك مني السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء، وأنها قيعان، وأن غراسها سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر)([2]): ومما يتعين على الإنسان أن يشغل لسانه بطاعة مولاه كما ورد في الحديث قال النبيe  : لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله)([3]).

إن من أيسر الأشياء وأسهلها أن يلفظ الإنسان تلك الكلمات لكن قد لا يستشعر ما وراءها من الأجر العظيم، أو الإثم الكبير حسب تلك اللفظة فاختر لفظاتك وكلماتك كما تختار أطايب الطعام، فإنك تعرف بما تتحدث به.

 يقول أبو بكرt وهو يمسك بلسان نفسه:  (هذا الذي أوردني الموارد ).

وقالوا: من كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه كثرت ذنوبه.

وقالوا: اللسان عضلة وخلفه كل معضلة. فما أكثر مانتكلم به وما أقل مانتثبت فيه إلا من رحم الله.
قال النبي
e: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده)([4]) فجمع هذا الحديث العظيم بين القول والفعل، هناك آفات للسان يجب الحذر منها:
1- الكذب وهو دليل على ضعف شخصية هذا الكاذب
2- الغيبة والنميمة سواء كانت بالهمز وهو الفعل أو اللمز وهو القول قال تعالى: (هماز مشاء بنميم).

3-  إفشاء الأسرار فهي باب التفرق والاختلاف ونافذته.
4- السب واللعن لقول النبي
e : «لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء، يوم القيامة»([5]).
5- الكلام فيما لا يعني وهو من معاول هدم البناء الخلقي ولو كان كلامنا فيما يعنينا لهدينا ووقينا.
6- المراء والجدال لقول النبي
e :🙁 أنا زعِيم بِبيتِ في رَبَضِ الجنةِ، لمن تركَ المِراء وإن كان مُحِقَّاً…)([6]).

([1])أخرجه أحمد في المسند برقم(22016)36/344، والترمذي في جامعه برقم(2616)5/11، وابن ماجه في سننه برقم(3973)5/116، والنسائي في الكبرى برقم(11330)10/214، والحاكم في المستدرك برقم(3548)2/447. وقال عبد القادر الأرنووط في تحقيق جامع الأصول (وهو حديث صحيح بطرقه) برقم(7274)9/534, وصححه الألباني في الإرواء برقم(413)2/183.

([2])أخرجه الترمذي في جامعه برقم(3462)5/510، وحسنه الألباني في  صحيح الجامع برقم(5152)2/916.

([3])أخرجه أحمد في المسند برقم(17680)29/226، والترمذي في جامعه برقم(3375)5/457، وابن ماجه في سننه برقم(3794)4/708،  والبيهقي في الشعب برقم(512)2/56. وقال عبد القادر الأرنووط في تحقيق جامع الأصول (وإسناده صحيح) برقم(2561)4/474, وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم(7700)2/1273.

([4])أخرجه البخاري في صحيحه برقم (10)1/11، ومسلم في صحيحه برقم (40)1/65.

([5])أخرجه مسلم في صحيحه برقم (2598)4/2006.

([6])أخرجه أبو داود في سننه برقم(4800)7/178, والبيهقي في الكبرى برقم(21176)10/420. وحسنه الألباني في صحيح الجامع برقم(1464)1/306.

شاركنا بتعليق


16 − 11 =




بدون تعليقات حتى الآن.