المجلس الثالث والثلاثون ( المناجاة من خلال سورة الفاتحة )

الأحد _7 _يوليو _2019AH admin
المجلس الثالث والثلاثون ( المناجاة من خلال سورة الفاتحة )

 المناجاة هي لب العمل وحلاوته وطلاوته فهي منبع الخشوع وأساسه وقد تكاثرت النصوص على الحث عليه ومن ذلك. عن أبي هريرةرضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل ، فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين ، قال الله تعالى: حمدني عبدي ، وإذا قال: الرحمن الرحيم ، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي ، وإذا قال: مالك يوم الدين ، قال: مجدني عبدي ، وقال مرة: فوض إلي عبدي ، فإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين ، قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل ، فإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعمت عليهم ، غير المغضوب عليهم ولا الضالين ، قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل)([1]).

إن استشعارك لهذه المناجاة هو لب الصلاة وروحها ولكن احذر من وساوس الشيطان أن تكون حائلا بينك وبين تلك المناجاة العظيمة فإنك بهذا الحذر تكسب الخشوع في صلاتك وتقر عينك ويهدأ بالك ويكتب لك أجر صلاتك.

* الفاتحة نور فتح لها باب من السماء لم يفتح من قبل ونزل بها ملك لم ينزل قط واختص بها نبينا صلى الله عليه وسلم دون سائر الأنبياء ووعد بإعطاء ما احتوت عليه من المعاني, فسورة بهذه المنزله يجب أن تعطى حقها من التأمل والحضور.

* إنك حين تقرأ الفاتحة فأنت تناجي ربك فلا يليق بك أن تنشغل عنه وليس من الأدب مع الله أن يسمعك حين تقول الحمد لله فيقول حمدني عبدي وأنت غافل فلا بد أن تستشعر إجابة الله لك، والسورة كلها ثناء على الله ودعاء فلا بد أن يكون قلبك حاضرًا حين الثناء وحين الدعاء.

*إن النفس إذا اعتادت المناجاة صار لها سجية فحاول تفريغ قلبك من الشواغل ما أمكن قبل صلاتك لتفوز بهذه المناجاة وتتلذذ بتلك الركعات فاجتهد في تحصيل ذلك, فإن حضور قلبك في صلاتك هو المعول عليه بإذن الله تعالى في خشوعك ومناجاتك فاحرص على ذلك وكلما شرد قلبك فأحضره فإنك في جهاد عظيم.

* ثمت جوانب أخرى تعين على تلك المناجاة وهي سكون جوارحك وإخباتك وقراءتك لتفسير هذه السورة العظيمة وتأملها حال القراءة ففي ذلك الهدى والرشاد لاستجلاب الخير من أوسع أبوابه.

([1])أخرجه مسلم في صحيحه برقم (395)1/296.

شاركنا بتعليق


20 − خمسة عشر =




بدون تعليقات حتى الآن.