ثمرات الإيمان بالأسماء الحسنى ( 1 )

الثلاثاء _18 _فبراير _2020AH admin
ثمرات الإيمان بالأسماء الحسنى ( 1 )

أولا : تحقيق التوحيد: وذلك أن من أعطى هذه الأسماء حقها فإنها تقوده إلى التوحيد ولابد، ثم هو أيضاً سيأتي بلوازمها ومقتضياتها، فالألوهية والربوبية من مقتضيات تلك الأسماء الحسنى، وتحقيق التوحيد هو معرفته، والاطلاع على حقيقته، والقيام بها علماً وعملاً وحقيقة ذلك هو انجذاب الروح إلى الله محبة وخوفاً وإنابة وتوكلاً ودعاء وإخلاصاً وإجلالاً وهيبة وتعظيماً وعبادة .

ثانياً : زيادة الإيمان ، قال الله -تبارك وتعالى-: ( وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ) ولا شك أن من أعظم ما جاءت به النصوص وبينته هو أسماء الله وصفاته، فمن آمن بها وفهم معناها وعمل بمقتضاها ازداد إيمانه زيادة عظيمة ولابد، وذلك أن معرفة الأسماء والصفات أعظم روافد الإيمان، وأجل الموصلات لحلاوته .

ثالثاً : أن العبد يبلغ بذلك ويصل إلى مرتبة الإحسان، وهي أعلى المراتب، وقد فسرها النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: (أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك) فهذه مرتبتان للإحسان :

 المرتبة الأولى : وهي مرتبة الاستحضار، استحضار مشاهدة الله واطلاعه عليه وقربه منه، وإحاطته بأمره، وهي مرتبة الإخلاص ، ولذا كان من أعظم ما يُخلص العبد من دنس الرياء ملاحظة أسماء الله وصفاته، فمن لاحظ من أسماء الله الغني دفعه ذلك إلى الإخلاص ، لأن الله غني عن عملك وأنت فقير إلى الله -عز وجل- .

المرتبة الثانية: المشاهدة : وهي أن يعمل العبد على مقتضى مشاهدته لله تعالى بقلبه، فيستنير قلبه بالإيمان وتنفذ البصيرة في العرفان حتى يصير الغيب كالعيان، فمن عرف الله بأسمائه وصفاته تحصلت له مرتبة الاستحضار، فإن ترقى إلى معرفة الحق تحصلت له مرتبة المشاهدة .

ومرتبة المشاهدة هي التي يوصف الإنسان فيها بالتعبد المطلق بجميع الأسماء والصفات .

فإن مشهد الإحسان هو مشهد المراقبة وهو أن يعبد الله كأنه يراه، وهذا المشهد إنما ينشأ من كمال الإيمان بالله وأسمائه وصفاته حتى كأنه يرى الله -سبحانه وتعالى- فوق سمواته مستوياً على عرشه يتكلم بأمره ونهيه، ويدبر أمر الخليقة، فينزل الأمر من عنده ويصعد إليه، وتعرض أعمال العباد وأرواحهم عند الموافاة عليه، فيشهد ذلك كله بقلبه ويشهد أسماءه وصفاته، ويشهد قيومًا حيًّا سميعاً بصيراً عزيزاً حكيماً، آمراً ناهياً، يحب ويبغض، ويرضى ويغضب، ويفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد، وهو فوق عرشه لا يخفى عليه شيء من أعمال العباد، ولا أقوالهم، ولا بواطنهم، بل يعرف خافية الأعين وما تخفي الصدور.

ومشهد الإحسان أصل أعمال القلوب كلها، فإنه يوجب الحياء، والإجلال والتعظيم، والخشية، والمحبة، والإنابة، والتوكل، والخضوع لله -سبحانه-، والذل له، ويقطع الوسواس وحديث النفس، ويجمع القلب والهم على الله، فحظ العبد من القرب من الله على قدر حظه من مقام الإحسان، وبحسبه تتفاوت الصلاة حتى يكون بين صلاة الرجلين من الفضل كما بين السماء والأرض، وقيامهما وركوعهما وسجودهما واحد. 

الشيخ عبد العزيز الحماد

شاركنا بتعليق


2 × أربعة =




بدون تعليقات حتى الآن.