الوقفة ( 19 ) : معنى الإحصاء
الأربعاء _19 _أغسطس _2020AH adminاختلف أهل العلم في المراد بالإحصاء المذكور في الحديث على أربعة أقوال :
الأول :العدّ ، لقوله تعالى{وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً}يعدها ليستوفيها حفظا فيدعو ربه بها . الثاني : الطاقة قال تعالى {عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ} ، أي: لن تطيقوه.: أن يطيق العبد الأسماء الحسنى ويحسن المراعاة لها ، و أن يعمل بمقتضاها .
الثالث: العقل والمعرفة وهذا المعنى مأخوذ من الحصاة وهي: العقل. والعرب تقول: فلان ذو حصاة؛ أي ذو عقل ومعرفة بالأمور ، فيكون معنى “أحصاها”: أن من عرفها وعقل معانيها، وآمن بها دخل الجنة .
الرابع : أن يكون معنى الحديث أن يقرأ القرآن حتى يختمه فيستوفي هذه الأسماء كلها في أضعاف التلاوة، فكأنه قال: من حفظ القرآن وقرأه فقد استحق دخول الجنة .
فمن قال بأن معنى الإحصاء هو الحفظ ، أو الإطاقة ، أو العقل والفهم ، إنما ذكر بعض معنى الإحصاء ، واكتفي بالجزء عن الكل .
والصواب أن الإحصاء شامل لهذه الأمور جميعها، فلابد من الجمع بين الإحصاء النظري المتمثل في العلم بها وحفظها وحفظ النصوص الدالة عليها، والإحصاء الفقهيِّ المتمثل في فهم معانيها ومدلولاتها ، والإيمان بآثارها ، والإحصاء العملي الذي هو العمل بمقتضاها ، ودعاء الله بها.
شاركنا بتعليق
بدون تعليقات حتى الآن.