أهمية الخشوع ج2

الخميس _5 _أغسطس _2021AH admin
أهمية الخشوع ج2

ومما يدل على تأكد الخشوع في الصلاة أن صلاة الظهر يشرع تأخيرها عن أول الوقت إلى حد الإبراد، مع أن الصلاة في أول الوقت محبوبة إلى الله عز وجل وهي أفضل العمل: الصلاة على وقتها ومع ذلك شرع لنا النبي ﷺ الإبراد بالصلاة، وحكمة هذا التأخير فيما ذكره الحافظ ابن القيم – رحمه الله – : “أن الصلاة في شدة الحر تمنع صاحبها من الخشوع، وحضور القلب، والتأثر بها” ويورثه ذلك ضجراً، وقلقاً، وانزعاجاً، ومن ثَمّ لا يحصل له المقصود في الصلاة من الخشوع، وحضور القلب، والتأثر بها.

وأمر آخر مما يدل على أهمية الخشوع، ومنزلته في الدين أن العبادة التي يصاحبها الخشوع تفضل العبادة التي لا خشوع فيها، وشتان بين اثنين أحدهما يصلي، وهو خاشع، والآخر يصلي، وهو أبعد ما يكون من الخشوع، يقول حسان بن عطية – رحمه الله – : “إن الرجلين ليكونان في الصلاة الواحدة، وإن بينهما في الفضل كما بين السماء، والأرض”.

كما أن الخشوع أيضاً هو أول ما يفقد من هذه الأمة، كما قال حذيفة رضي الله عنه: “أول ما تفقدون من دينكم الخشوع، وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة” ورب مصلٍّ لا خير فيه، ويوشك أن تدخل مسجد الجماعة فلا ترى فيه خاشعاً” وقد قال نحوه أبو يزيد المدني.

ومما يدل على أهميته أيضاً أن الله استبطأ المؤمنين في تحقيق هذا الوصف: فقال: أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ [الحديد:16].

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “فدعاهم إلى خشوع القلب في ذكره، وما نزل من كتابه، ونهاهم أن يكونوا كالذين طال عليهم الأمد فقست قلوبهم، وهؤلاء هم الذين “إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ ءَايَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا” [الأنفال:2] وكذلك قال في الآية الأخرى: “اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ” [الزمر:23] يقول: “والذين يخشون ربهم هم الذين إذا ذكر الله تعالى وجلت قلوبهم، فإن قيل: فخشوع القلب لذكر الله، وما نزل من الحق واجب؟ قيل: نعم” فشيخ الإسلام يقرر ذلك، ويؤيده، هذا ما يتعلق بأهمية الخشوع.

شاركنا بتعليق


اثنان × 3 =




بدون تعليقات حتى الآن.