أنـواع الخشــوع

الجمعة _3 _سبتمبر _2021AH admin
 أنـواع الخشــوع

ومتى تكلف الإنسان تعاطي الخشوع في جوارحه، وأطرافه مع فراغ قلبه منه فإن ذلك يكون من قبيل خشوع النفاق إلا في حالة واحدة: وهي أن يكون العبد يفعل ذلك من أجل الوصول إلى الخشوع، كصاحب المجاهدة الذي حدثتكم عنه، بشرط أن لا يظهر ذلك أمام الناس بحيث يكون الإنسان بعيداً عن نظر الناس لا يلتفت إليهم بقلبه، ولا يحضر مجامعهم بهذا الفعل الذي يتصنع فيه الخشوع، فهو يتظاهر، أو يتصنع، أو يحاول أن يبكي، وأن يخشع، وإن لم يكن قلبه خاشعاً من أجل أن يحصل الخشوع، فهذا لا يكون مذموماً.

وأما المذموم فأن يكون ذلك على سبيل النظر إلى الخلق، وتصنع الخشوع من أجل تحصيل محمدتهم، وقد كان جماعة من السلف يستعيذون من هذا النوع، وهو خشوع النفاق، وكان بعضهم يقول: “استعيذوا بالله من خشوع النفاق” فقيل له: وما خشوع النفاق؟ فقال: “أن ترى الجسد خاشعاً، والقلب ليس بخاشع”.
وكان الفضيل بن عياض – رحمه الله – وهو من كبار الخاشعين – يقول: “كان يُكره أن يُرِيَ الرجل من الخشوع أكثر مما في قلبه”.

يعني أن يُظهر في ظاهره أعظم مما قام في باطنه، وقد ذُكر أن عمر بن الخطاب  رضي الله عنه رأى رجلاً طأطأ رقبته في الصلاة، فقال: “يا صاحب الرقبة، ارفع رقبتك، ليس الخشوع في الرقاب إنما الخشوع في القلوب” إنما الخشوع في القلوب.

وقد رأى بعضهم رجلاً خاشع المنكبين، والبدن فقال: يا فلان، الخشوع هاهنا – وأشار إلى صدره – لا هاهنا – وأشار إلى منكبيه”. 

وذكر أن عائشة – رضي الله عنها – رأت أناساً يمشون، ويتماوتون في مشيتهم، فسألت عن هؤلاء، فقيل لها: نُسّاك – أي: أن هؤلاء عباد – فقالت: “كان عمر بن الخطاب  رضي الله عنه إذا مشى أسرع، وإذا قال أسمع، و إذا ضرب أوجع، وإذا أطعم أشبع، وكان هو الناسك حقًّا”.

قاه.  

 

الخشوع ليس له نوع واحد، فهناك خشوع حقيقي، وهذا هو القسم الأول، وخشوع مزيف، وهو خشوع النفاق، وهو خشوع الظاهر دون مواطأة الباطن، فالباطن الذي هو محل للخشوع أصلاً قد صار فارغاً من هذا الخشوع، فظهر ذلك مرتسماً على وجه صاحبه، وظاهراً على جوارحه، ولكن قلبه قد فرغ منه، فهذا لا فائدة فيه، وهو خشوع النفاق.

شاركنا بتعليق


أربعة × 5 =




بدون تعليقات حتى الآن.