خطأ من يعتقد أن عذاب النار ليس حقيقيا

الجمعة _10 _فبراير _2023AH admin
خطأ من يعتقد أن عذاب النار ليس حقيقيا

سئل فضيلة الشيخ بن عثيمين: هل عذاب النار حقيقي، أو أن أهلها يكونون فيها كأنهم حجارة لا يتألمون؟
فأجاب فضيلته: عذاب أهل النار حقيقي بلا ريب، ومن قال خلاف ذلك فقد أخطأ، وأبعد النجعة، فأهلها يعذبون فيها، ويألمون ألما عظيما شديدا، كما قال – تعالى – في عدة آيات: {لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} حتى إنهم يتمنون الموت، والذي يتمنى الموت هل يقال: إنه يتألم، أو إنه تأقلم؟ !
لو تأقلم ما تألم، ولا دعا الله أن يقضي عليه {وَنَادَوْا يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ} .

إذن هم يتألمون بلا شك، والحرارة النارية تؤثر على أبدانهم ظاهرها وباطنها، قال الله – تعالى – في كتابه العزيز: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا} .
وهذا واضح أن ظاهر أبدانهم يتألم وينضج، وقال – تعالى -: {وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ} . وشيُّ الوجوه، واللحم معروف فهم إذا استغاثوا ( {يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ} بعد مدة طويلة، وهذا الماء إذا أقبل على وجوههم شواها، وتساقطت والعياذ بالله، فإذا شربوه قطع أمعاءهم {وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ} . وهذا عذاب الباطن، وقال النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – في أهون أهل النار عذابا: «إنه في ضحضاح من نار، وعليه نعلان يغلي منهما دماغه» . أعوذ بالله الدماغ يغلي!

فما بالك بما دونه مما هو أقرب إلى النعلين! وهذا دليل واضح على أنهم يتألمون، وأن هذه النار تؤثر فيهم، وكذلك قال – تعالى -: {وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ} أي المحرق، والآيات والأحاديث في هذا كثيرة واضحة، تدل على بطلان قول: من قال ” إنهم يكونون كالحجارة لا يتألمون”.

مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (2/ 59)

شاركنا بتعليق


اثنان × 1 =




بدون تعليقات حتى الآن.