ماذا بعد رمضان؟
الجمعة _28 _أبريل _2023AH adminسؤالٌ لا بدَّ لكلِّ مسلمٍ أن يحدِّدَ جوابَه بصدقٍ فيعملَ بمقتضاه بقوَّةٍ، فكثيرٌ من المسلمين يتغيَّرُ حالُهم في شوَّالٍ عمَّا كان عليه في رمضانَ، فهل كان رمضانُ مرحلةً مؤقَّتةً يعيشُها المرءُ ثمَّ يرجعُ إلى سابقِ عهدِهِ أم أنَّه مرحلةٌ تأسيسيَّةٌ لما بعدَه يتطهَّرُ المسلمُ فيها من أوزارٍ سلفَتْ وزلَّاتٍ ارتُكِبَتْ، ويكتسبُ فيها عاداتٍ إيجابيَّةً جديدةً ليواظبَ عليها، ويستمرَّ بها فلا يزالُ في تطوُّرٍ وتقدُّمٍ وعلوٍّ وارتقاءٍ؟
لقد قرَّرَ العلماءُ أنَّ الانتكاسَ بعد العملِ الصَّالحِ من قلَّة التَّوفيق، وعلامةٌ من علاماتِ عدمِ القبولِ، فالعاقلُ من يأخذُ نفسَهُ بالحزمِ، ويعزِمُ على الثَّباتِ بعدَ رمضانَ على ما كان عليه فيه، فالثَّباتَ الثَّباتَ، والحذرَ الحذرَ من دواعي التَّقهقرِ وأسبابِ الارتكاسِ، والنَّبيُّ المصطفى -صلى الله عليه وسلم-كان يدعو ربَّه فيقول: (( اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بك من الحَوْرِ بعدَ الكَوْرِ )) ومرادُه: الاستعاذةُ من الرُّجوعِ إلى الباطلِ بعدَ الهدايةِ إلى الحقِّ. فإنَّ للنَّفسِ الأمَّارةِ مداخلَ، على المرءِ أن يسدَّها، ويتيقَّظَ لِحيَلِها وكثرةِ مُراوَدَتِها صاحبَها بعدَ رمضانَ كي يستريحَ ويسترخيَ، ومُخاتَلَتِها بمللِها وتعبِها، ومن ورائها ماكرٌ خبيثٌ يوسوسُ ولا يَأْلو جُهْدًا في صدِّ المسلمِ عن المداومةِ على الخيرِ؛ ليخرجَه من دائرةِ حبِّ الله عزَّ وجلَّ، قال عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: (( أحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ أدوَمُها وإن قلَّ )).
شاركنا بتعليق
بدون تعليقات حتى الآن.