أول كيد كاده الشيطان للإنسان

السبت _12 _أبريل _2025AH admin
أول كيد كاده الشيطان للإنسان

وأول كيده ومكره: أنه كاد الأبوين بالأيمان الكاذبة أنه ناصح لهما، وأنه إنما يريد خلودهما في الجنة،

قال تعالى: {فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا

عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20) وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ

(21) فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ} [الأعراف: 20 ــ 22].
فالوسوسة: حديث النّفس والصوت الخفي، وبه سُمِّي صوت الحُليِّ وسواسًا، ورجل موسوِس بكسر الواو،

ولا يفتح فإنه لحن، وإنما قيل له: مُوَسوسٌ؛ لأن نفسه تُوسوِس إليه، قال تعالى: {وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ} [ق: 16].
وعلم عدوُّ الله أنهما إذا أكلا من الشجرة بدت لهما عوراتهما؛ فإنها معصية، والمعصية تَهتِكُ ستر ما بين الله

وبين العبد، فلما عصيا انْهتَك ذلك الستر، فبدت لهما سوآتهما، فالمعصية تُبدي السوأة الباطنة والظاهرة،

ولهذا رأى النبي صلى الله عليه وسلم في رؤياه الزناة والزواني عراةً باديةً سوآتُهم. وهكذا إذا رُئيَ الرجل

أو المرأة في منامه مكشوف السوأة، فإنه يدل على فساد دينه، قال الشاعر:
إِنِّي كَأَنِّي أَرَى مَنْ لا حَيَاءَ لَهُ … وَلَا أمَانَةَ وَسْطَ النَّاسِ عُرْيَانا»

فإن الله سبحانه أنزل لباسين: لباسًا ظاهرًا يواري العورة ويسترها، ولباسًا باطنًا من التقوى، يُجَمِّلُ العبد ويستره،

فإذا زال عنه هذا اللباس انكشفت عورته الباطنة، كما تنكشف عورته الظاهرة بنزع ما يسترها.

«إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان» (1/ 195 ط عطاءات العلم)

 

شاركنا بتعليق


15 − 14 =




بدون تعليقات حتى الآن.