من مكايد الشيطان لابن آدم ج10

الجمعة _30 _مايو _2025AH admin
من مكايد الشيطان لابن آدم ج10

«ومن كيده وخداعه: أنه يأمر الرجل بانقطاعه في مسجد، أو رباط، أو زاوية، أو تربة، ويحبسه هناك، وينهاه عن الخروج،

ويقول له: متى خرجتَ تبذّلت للناس، وسقطت من أعينهم، وذهبتْ هيبتُك من قلوبهم، وربما ترى في طريقك منكرًا.
وللعدو في ذلك مقاصد خفية يريدها منه، منها: الكبر، واحتقار الناس، وحفظ الناموس، وقيام الرياسة ومخالطةُ الناس

تُذهِب ذلك، وهو يريد أن يُزار ولا يزور، ويقصده الناس ولا يقصدهم، ويفرح بمجيء الأمراء إليه، واجتماع الناس عنده،

وتقبيل يده، فيترك من الواجبات والمستحبات والقُرُبات ما يُقرِّبه إلى الله، ويتعوّض عنه بما يُقرِّب الناسَ إليه.
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج إلى السوق وغيره.
وكان أبو بكر يخرج إلى السوق يحمل الثياب، فيبيع ويشتري.
ومرَّ عبد الله بن سلام وعلى رأسه حُزْمة حطب، فقيل له: ما يحملك على هذا وقد أغناك الله؟ فقال: أردت أن أدفع به الكِبْرَ،

فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يدخل الجنة عبد في قلبه مثقال ذرة من كِبرٍ».
وكان أبو هريرة يحمل الحطب وغيره من حوائجه بنفسه وهو أمير على المدينة، ويقول: «افسحوا لأميركم، افسحوا لأميركم».
وخرج عمر بن الخطاب يومًا وهو خليفة في حاجة له ماشيًا، فأعيا، فرأى غلامًا على حمار له، فقال: يا غلام! احملني فقد أعييتُ،

فنزل الغلام عن الدابة، وقال: اركب يا أمير المؤمنين! فقال: لا، اركب أنت وأنا خلفك، فركب خلف الغلام، حتى دخل المدينة والناس يرونه.»

«إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان» (1/ 210 ط عطاءات العلم).

شاركنا بتعليق


20 − 12 =




بدون تعليقات حتى الآن.