سلسلة معالم في إظهار وإقامة شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر(6)
الجمعة _3 _مارس _2017AH adminالمعلم السابع : الموقف الشرعي عند انحراف المجتمع وظهور الفتن.
– قرر ابن تيمية : أن أوقات الفتن وظهور الفساد ينبغي استحضار هذين الأصلين :
الأصل الأول : أن الأحاديث الصحيحة جاءت بالنص الصريح أن هذه الأمة ستقع فيما وقع فيه اليهود والنصارى .
الأصل الثاني: أن النصوص الصحيحة جاءت أيضا أن هناك طائفة ستبقى على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي وعد الله ، فهي ثابتة على الحق ، داعية إليه من انحرف عنه .
منارات في هذين الأصلين :
1) لهذا ظهرت – غربة الغيرة وضعف الاحتساب وفشو الجهالة وطغيان الفسقة سبّب سوء النظرة إلى المحتسبين على أنهم متشددون لا يفقهون يسر الشريعة وسماحتها، وأنهم يتدخلون فيما لا يعنيهم ، فلا تجزع ولا تيأس ولا تحزن؛ عليك بالصبر والتواصي به، فهو يعين على عدم التعجل ويبعد عن اليأس والقنوط .
2) نهى الله عن إشاعة الفاحشة؛ ومن صورها تناقل أخبار الفساد دون عمل، أو ادعاء فساد المجتمع ؛ فقد جاء في صحيح مسلم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ « إِذَا قَالَ الرَّجُلُ هَلَكَ النَّاسُ . فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ » ، فمن ادعى فساد المجتمع " فهو أهلكُهُم " بالرفع ، أي فــهو " أشد الناس هلاكاً " وأكثر فساداً من الناس .
3) أقام الله تعالى في هذه الحياة سنة المدافعة -التدافع أو سنة الصراع بين الحق والباطل – فالصراع قائم بين قوى الإيمان وقوى الطغيان .
4) ضمن الله تعالى للمؤمنين أنه تعالى يدافع عنهم ، ومن يدافع الله عنه فهو ممنوع حتما من عدوه وظاهر عليه . قال تعالى { إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ} [الحج: 38].
5) بين الله تعالى أن الجهد البشري من المؤمنين هو الذي يحسم الصراع بقدر الله لصالح المؤمنين {لَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج: 40].وقوله {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} [البقرة: 251] فجعل الله دفاعه عن الذين آمنوا يتم عن طريقهم بأنفسهم كي يتم نضجهم هم في أثناء الصراع .
هذا والله أعلم ، وصلى الله وسلم على رسوله الأمين وصحبه أجمعين – آمين .
كتبه:
فضيلة الشيخ:
عبدالله بن محمد أبا الخيل – أبو محمد
شاركنا بتعليق
بدون تعليقات حتى الآن.