السعادة جنة الأحلام ومنتهى الآمال، كل البشر ينشدها، وقليل من يدركها، ومع اختلاف العباد ومعايشهم وتباين وسائلهم وغاياتهم وتنوع لغاتهم وأجناسهم، ومع افتراق مشاربهم وطموحاتهم، إلا أنهم متفقون على طلب
تصلي الفجر في المسجد مع جماعة المسلمين، قال – صلى الله عليه وسلم -: «من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله». (رواه مسلم). ثم تمكث في المسجد، وبعد قراءة
أمل والديك أن تكون ممن سيرتهم فاضلة، وأخلاقهم سامية مع صحة الاستقامة، والبعد عن محقرات الأعمال ورذائل المهالك، وأن لا تقع فريسة للانحراف، أو أسيراً للملذات والشهوات، أو مطية للجهل
الوفاء بالوعد من نعوت ذوي المروءات، والخلف فيه قدح في كمال الرجولة، وعصيان لرب العالمين، وأمارة على احتقار الآخرين، ولم يتصف بتلك الصفة إلا أراذل الخلق. يقول عليه الصلاة والسلام:
من عزت عليه نفسه صانها وحماها، ومن هانت عليه أطلق لها عنانها وأرخى زمامها، فألقاها الرذائل، ولم يحفظها من المزالق، والناس عورات ومعايب، وزلات ومثالب، فلا تظن أنك علمت ما
الحسد مرض من أمراض النفس، وهو مرض غالب يقع بين النظراء، لكراهة أحدهما، أو لفضل الآخر عليه، وهو من أعظم مداخل الشيطان، وهو خصلة ذميمة من خصال اليهود، قال جل
الكذب مفتاح النفاق وأساسه، وهو من أخص صفات الأراذل من الخلق، قال عليه الصلاة والسلام: «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان». (متفق عليه). وما
الصدق من أعظم الفضائل الأخلاقية، وأكرم الصفات الإنسانية، وهو أساس الإيمان، به تظهر الرفعة والهمة والعلو يتحلى به الأماثل من الرجال، ويتصف به الأوفياء من المؤمنين، فأبو بكر الصديق –
على العاقل أن يذكر الموت في كل يوم وليلة مراراً ذكراً يباشر به قلبه، ليقارع أطماعه، فإن في كثرة ذكر الموت عصمة من الأشر، وأماناً بإذن الله من الهلع، ومصرع
لا تحتقر أي عمل صالح تعمله ولو قل في عينيك، فقد يكون سبب دخولك الجنة. ولا تستصغر ارتكاب أي معصية تعملها فقد تكون سبباً في دخولك النار، فاطرق جميع أبواب
عمر الإنسان في هذه الحياة محصور، ودرجته في الآخرة مبنية على هذه الأيام التي تعيشها، فإذا قدمت لنفسك صالحاً كنت من السعداء، وإذا أهملت نفسك في هذه الحياة وفرطت في
قضت سنة الله أن ذوي العصيان أكثر عدداً ممن يطيع الرحمن، قال تعالى: {وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ} [المائدة: 49] وقال تعالى: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ